عندما غزا الأمريكان الأوباش العراق الحبيب ، ستخدموا كل ما توصلت إليه عقولهم الشيطانية الخبيثة من وسائل البطش والتدمير و الخراب ، فتحرقت بفعل آلاتهم الحربية المجرمة الأشلاء وذاب الحديد بل و تبخر ، وتحولت البنايات الشاهقات إلى ركام خلال ثوان معدودات ، فصاح الأمريكان وهم على أنقاض العراق وفوق أشلاء أبنائه في نشوة و غرور، مقولة قديمة قد قالها المجرمون من قوم عاد الأولى حيث قالوا: من أشد منا قوة ؟ فانهزمت النفوس الضعيفة من أبناء الأمة و المحسوبين عليه ظلما و عدوانا ، وبدؤوا يتمسحون بأحذية الكافر المحتل ، ويثقون في قوة هذا الطاغوت اكثر من ثقتهم في قوة الله بعدما امتلأت قلوبهم بالخوف و الفزع و الرعب ، فباعوا دينهم و أخرتهم بثمن بخس ، وليتهم تحملوا وزر أنفسهم فحسب ، بل اصبحوا أبواقا لهذا الشيطان المارد من خلال زرع اليأس في نفوس أبناء الأمة و تقنيطهم من نصر الله فراحوا يضخمون هذه القوة الغاشمة بنسج الأساطير و التهويل و إطلاق الأراجيف التي ما انزل الله بها من سلطان . و أما المؤمنون المجاهدون الصابرون كأمثال جيش رجال الطريقة النقشبندية الابطال فقد عرفوا جوابا لمقولة الطاغوت الأمريكي وترسخت بها قلوبهم المؤمنة المطمئنة عندما استمدوا تلك القوة الخارقة من تمام الآية المباركة )) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ ا الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ(( فالمؤمنون يعلمون ان لله سننا في الأرض لا تتغير ولا تتبدل )فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِ سُنَّةَ ا وْألََّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ ا تَبْدِي وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ ا وَحتِْي )فاطر( ، فقد اهلك الله تعالى عاداً الأولى وثمود و فرعون بعدما طغوا في الأرض ونشروا فيها الفساد ، ليعلم المؤمنون ان الطريق الى الله )جل جلاله( و الفوز برضوانه لن يتحقق إلا من خلال التمحيص بالفتن الحالكات والمحن القاسيات كالتي نعيشها الآن في عراقنا الجريح )) الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ ا الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ(( ) عنكبوت ( ، فالجهاد و الصبر مع الفتن و الابتلاءات هي سنة الله في خلقه ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ،ولينظر المجاهد المؤمن إلى تصاريف رب العباد بهذه الأمة بعد القرون الأولى لبعثة الرسول الكريم ، فلقد سيطر الصليبيون على أولى القبلتين ومسرى الرسول البشير ، ومنعوا الصلاة في المسجد الأقصى ما يقرب من احدى وتسعين عاماً، ووضعت الصلبان على كل جدران المسجد الأقصى ، ثم جاء نصر الله المبين على يد صلاح الدين الأيوبي ، وهجم التتار على بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية و احرقوا كل المصاحف و الكتب وذبحوا كل من يرون من المسلمين أربعين يوماً متتالية ، ولم يرفع الاذان في مساجد عاصمة المسلمين طوال تلك الفترة ثم جاء نصر الله المبين ، وغيرها كثير ونصر الله في كلها حليف المؤمنين فتيقن و اعلم أن لله سننا لن تتغير ، وان الله لا يعجل لعجلة أحد ، ومهما فعل أهل الشرك و الكفر و النفاق فان دين الله باق ، وان نصره لآت ،وسيمحق الله الظالمين و المجرمين ، وستنتصر إرادة المجاهدين الصابرين ، وسيهزم الجمع ويولون الدبر ، و تيقن أن الصبح من رحم الظلماء مسراه ، نقول هذا و نحن متيقنون أن شعبنا الأبي بكل أطيافه و ألوانه يدرك أن المحتل الكافر المجرم مهزوم بإرادة الحي القيوم وعلى أيدي المجاهدين الذين يستمدون قوتهم من إيمانهم بقدرة الله العظيم ، وان الخونة و العملاء ممن يدعمون العدو المحتل سيخزيهم الله في الدنيا و الآخرة لانهم باعوا دينهم لدنيا غيرهم ، فالشعب بدأ يلعنهم في كل ساعة و يوم لما اقترفوه بحق الله و الوطن و الدين ، و أما المقاومون للاحتلال و الرافضون لوجوده فأولئك الذين يرفعهم الله يوما بعد يوم ، ويقابلهم الشعب بالاحترام و التعظيم لانهم نصروا الله و الدين و الوطن، فهنيئا لمن اشترى آخرته بدنياه ، و العار والخزي لمن باع آخرته بدنياه .