السلطان عمر عضو مميز
عدد الرسائل : 60 تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رسالة مفتوحة من هيئة علماء المسلمين الأربعاء أبريل 09, 2008 6:02 am | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة مفتوحة من هيئة علماء المسلمين
إلى الشعب العراقي الكريم بمناسبة الذكرى الخامسة لاحتلال العراق
أيها الشعب العراقي الكريم، يا أبناء الرافدين الآباة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد: فقد قادت الولايات المتحدة الأمريكية عدوانا ظالما عليكم مع بعض حلفائها الأوربيين وغيرهم في عام 2003، في مطلع القرن الحادي والعشرين الذي أمل الناس أن يكون قرن خير وحرية وامن وسلام، لا قرن احتلال وحروب واستعمار، ولكن أرادت الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة رئيسها الحالي( بوش) أن يكون كذلك، وقد تذرعت لعدوانها بذرائع مختلفة؛ تبين لها ولغيرها أنها وهمية لا وجود لها؛ فنفتها هي بنفسها بعد حين. وكان هذا كافيا لتوقف العدوان لانتفاء أسبابه، والاعتذار_ على الأقل_ للشعب العراقي على ما أصابه من أذى وأضرار فادحة.ولكن أبت إرادة الشر في الإدارة الأمريكية إلا أن يستمر العدوان على مدى السنين الخمس الماضية ولا يزال بأشكال وأساليب همجية لا تعرف للرحمة ولا للأخلاق سبيلا، فتأكد لكم وللعالم اجمع أنها ما قامت بالعدوان لتلك الذرائع الكاذبة، وإنما قامت به؛ لتهدم العراق وتنهي قوته، وتفتت وحدته، وتقضي على حضارته وإنسانه، وتستولي على مصادر ثرواته وفي مقدمتها النفط الذي سنت له قانونا، يسلب منكم غالب هذه الثروة بأساليب وطرق متعددة.وهذا ما تسعى إليه بوسائلها المختلفة، ومنها حربها الإجرامية المتواصلة منذ خمس سنين، التي دمرت فيها العراق دولة وشعبا، وتركته ساحة مفتوحة لكل أعداء العراق والحاقدين عليه والطامعين فيه، وصار بذلك ميدانا لصراع القوى المختلفة وتصفية الحسابات فيما بينها.ويجرى ذلك كله تحت ذريعة مقاومة الإرهاب الذي لم يعرفه العراق من قبل إلا بعد عدوانها عليه، هذا العدوان الذي فتح أبواب الشر على العراق وشعبه، وكان من نتائجه استشهاد ما يزيد على مليون عراقي، ونحو ثلاثة ملايين جريح ومعوق ومريض بالأمراض الفتاكة كالسرطان وغيره بسبب ما قذفته الإدارة الأمريكية من (هدايا) اليورانيوم المنضب والفسفور الأبيض وغيرهما من أسلحة الشر والدمار (الديمقراطي) مع أكثر من خمسة ملايين يتيم ومليون أرملة اغلبهن تحت سن الثلاثين كما أفادت بذلك مصادر الأمم المتحدة ولجان حقوق الإنسان، وما يزيد على (150000) أسير ومعتقل في سجون الاحتلال والحكومة والميليشيات التابعة لها وما زالت المداهمات والاعتقالات والاغتيالات على أشدها ومن هؤلاء من يلقون في شوارع بغداد و غيرها بأسم الجثث المجهولة. إضافة إلى ثلاثة ملايين مهجر في الداخل؛ يعانون من الحاجة والحرمان ومن حر الصيف وبرد الشتاء، ونحو أربعة ملايين مهاجر إلى الخارج اغلبهم تحت خط الفقر، هذا إلى جانب نقص الغذاء وسوء الخدمات الصحية والتعليمية وتفشي البطالة والفقر بين اغلب أبناء الشعب العراقي.وقد استعانت الولايات المتحدة في كل ما ألحقته بالعراق وشعبه، من خراب ودمار ومجازر ودماء وجوع وحرمان؛ بمجاميع ممن يحسبون على العراق وهم لا ينتمون إليه أصلا أو ثقافة، ولا يدينون بالولاء له ولا لشعبه، بقدر ولائهم لمصالحهم الذاتية ومصالح أحزابهم وأسيادهم؛ وذلك من خلال مشروعها السياسي في العراق المسمى بالعملية السياسية المبنية على المحاصصة الطائفية والعرقية، التي أسهمت وبشكل واسع في إذكاء الروح الطائفية التي لم يعرفها العراق من قبل، كما أسهمت في كل ما آل إليه الوضع في العراق من خراب ودمار. وعلى هذا فالمشكلة تكمن في الاحتلال وسياساته التي جلبت إلينا كل هذه المصائب والويلات وفتحت علينا كل أبواب الشر والتدخلات، ولذا فلن يكتب للعراق الأمن والاستقرار والخلاص من الأخطار المحدقة به إلا بخروج الاحتلال كاملا من العراق وبأسرع وقت ممكن.وهذا يفرض علينا أيها الأخوة الأعزاء: أن نكثف المطالبة بخروجه وأن نعمل وبكل الوسائل المشروعة لتحقيق ذلك ومن ذلك التظاهر يوم 9\4 في كل المدن و الأحياء و الأقضية و النواحي و المطالبة بخروج قوات الاحتلال من العراق. وفي هذه المناسبة ينبغي لنا أن نحيي المقاومة العراقية الباسلة في نهاية عامها الخامس، هذه المقاومة البطلة التي وعت هذه الحقيقة من البداية و أدت واجبها الشرعي و الوطني و لازالت، وأفهمت المحتلين أن العراق ليس لقمة سائغة، و أن وراءه نساء ورجال يفدونه بكل عزيز و غال، و أن نشد على عضدها و نبارك سعيها و ندفع افتراءات الأعداء و العملاء عليها ومحاولات تشويه سمعتها، وأن نترحم على شهدائها، الذين هم عناوين فخرنا و تيجان رؤوسنا، و نرعى ما تركوا وراءهم من أهل و أبناء. و أخيرا أيها العراقيون الأحرار أينما كنتم في السهل و الجبل، في الشمال و الجنوب و الوسط، في المدن و القرى والأهوار والبوادي، في الداخل و الخارج؛ ندعوكم إلى الصبر و الثبات و إلى التسامح والتصالح فيما بينكم و نبذ الخلافات و الخصومات، وعدم السير وراء دعاة الشر و الفتنة الذين لا يريدون لكم و لا لبدلكم خيرا، من أية جهة كانوا و بأي لسان نطقوا وندعوكم إلى المحافظة على بيوت إخوانكم الذين اكرهوا على الخروج منها و تركوها أمانة عندكم، وأن تعيدوها إليهم إذا طلبوها أو عادوا إليها.. وهو ما يوجبه عليكم دينكم وتمليه عليكم قيمكم و تقاليدكم. قال الله تعالى ((إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً)) النساء: 58.و قال صلى الله عليه و سلم ((كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه)). و بهذا تدرؤون الفتن و تسدون الأبواب على أعدائكم الذين يسعون جاهدين للإيقاع بينكم و القضاء على وحدتكم و وحدة بلدكم لا سامح الله.وقد عرفتموهم جميعا وعرفتم أهدافهم، فلا عذر لكم بعد اليوم في الخلاف والخصام والانسياق وراء العواطف و الأحقاد التي لا مبرر لها.وفي الختام ندعوكم إلى التهيؤ إلى المصالحة الحقيقية التي ستعقب الفرحة الكبرى بخروج الاحتلال و عودة بلدكم إليكم، و هي آتية لا ريب فيها.والتي سيكون شعارها عفا الله عما سلف)وعمادها قوله تعالى(َوالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )) آل عمران: 134.و (( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ، بنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ، وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)) الروم:4-6.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأمانة عامة
3/ربيع الثاني/1429هـ 9/4/2008م
| |
|